ورشة عمل تفاعلية وإبداعية تديرها لارا فوت، الكاتبة والمخرجة والمنتجة الحائزة على عدة جوائز مرموقة ومخرجة مسرحية "عُطيل" على خشبة مركز باكستر للمسرح. خلال الورشة، يستكشف المشاركون كيفية صياغة قصص شخصية مؤثرة ومستوحاة من مشاهد واقعية من حياتهم الشخصية أو من العالم من حولهم. وتتخلل ورشة العمل أنشطة مستوحاة من الصور لتنمية مهارات السرد القصصي لدى المشاركين، إلى جانب اكتساب فهم أعمق للعلاقة الوثيقة بين الذاكرة الفردية والذاكرة الجماعية.
وقد صُممت ورشة العمل لتناسب المشاركين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً كحد أدنى، ممن لديهم بعض الخبرة في مجال الكتابة الإبداعية والسرد القصصي.
لارا فوت
تُعدّ لارا فوت من أبرز الأسماء الحائزة على جوائز مرموقة في مجال الكتابة والإخراج والإنتاج المسرحي. وتشغل فوت منصب الرئيسة التنفيذية والمديرة الفنية لمركز باكستر للمسرح في جامعة كيب تاون. كما تتلمذت على يد السير بيتر هول ضمن برنامج المرشدين والمنتسبين المرموق من "رولكس"، وانضمت أيضاً إلى برنامج الزمالة الفنية الخاص بمؤسسة "صن دانس". وتتولى فوت منصب المنتجة التنفيذية لمجموعة من العروض الناجحة، من بينها "ميس جولي" و"ذا فول" و"لايف آند تايمز أوف مايكل كيه". وقد حققت هذه الأعمال نجاحاً دولياً مذهلاً وفازت بجوائز مرموقة وقدّمت عروضها على خشبات العديد من المسارح العالمية.
وفي السنوات الأخيرة، حظيت مقاربة فوت الخاصة وإخراجها لتحفة جي إم كوتزي بعنوان "لايف آند تايمز أوف مايكل كيه" ومسرحية "عُطيل" لشكسبير بإشادة نقدية منقطعة النظير. وتم أداء مسرحية "لايف آند تايمز أوف مايكل كيه" لأول مرة في مهرجان مسرح العالم عام 2021، كما عُرضت على خشبة مسرح دوسلدورف شاوشبيل هاوس في ألمانيا وفي مركز باكستر للمسرح في كيب تاون. وانتقل العرض إلى عدة مدن حول العالم شملت لوكسمبورج وجالواي وإدنبرة ونيويورك وبوسطن وشيكاغو ولوس أنجلوس، بالإضافة إلى الصين وجوهانسبيرج. ونالت المسرحية ستة تقييمات من فئة الخمس نجوم، كما تلقّت إشادة كبيرة من صحيفة نيويورك تايمز. وحصدت لارا فوت جائزة فرينج فريست المرموقة من صحيفة ذا سكوتسمان في أغسطس 2023، عن فئة الابتكار والتجديد في الكتابة خلال مهرجان أسيمبلي فرينج في إدنبرة، وذلك تقديراً لمقاربتها الفريدة للمسرحية بالتعاون مع شركة هاندسبيرينج بابيت المتخصصة في عروض الدمى. وفاز العمل مؤخراً بجائزة "إليوت نورتون" لأفضل الإنتاجات السينمائية المشاركة بصفة ضيف، إلى جانب جائزتي أفضل إنتاج وتصميم دمى من مهرجان فلور دو كاب في جنوب أفريقيا.
وعادت فوت إلى مسرح دوسلدورف شاوشبيل هاوس في عام 2022 لإعادة صياغة وإخراج مسرحية "عُطيل" من تأليف ويليام شكسبير. ولاقت المسرحية إشادة نقديّة هائلة عند عرضها لأول مرة في جنوب أفريقيا ضمن مركز باكستر للمسرح في عام 2024، لتحصد جائزة فلور دو كاب. وفي عام 2021، نالت فوت جائزة التميز من نائب رئيس جامعة كيب تاون عن جهودها في إحداث التحول الثقافي والاجتماعي، إضافةً إلى جائزة من مركز باكستر للمسرح تقديراً لمساهمتها في تأسيس مهرجان "زابالازا" المسرحي. كما تم تكريمها بجائزة الاستحقاق الفخرية من الجمعية الدولية للفنون المسرحية لعام 2023. وحصلت أيضاً على جائزة الأعمال الإبداعية لعام 2023 من جامعة كيب تاون عن مسرحية "لايف آند تايمز أوف مايكل كيه".
وكرّست فوت طاقاتها لمساندة كتّاب المسرح وصنّاعه في تحويل نصوصهم إلى عروض حيّة، إذ قادها شغفها العارم بتطوير الأعمال المحلية الأصيلة ودعم الكتّاب والمخرجين الشباب إلى المساهمة في تقديم العشرات من المسرحيات الجنوب أفريقية أمام الجمهور للمرة الأولى. كما أبدعت في إخراج أكثر من 70 عرضاً احترافياً، شمل معظمها نصوصاً جديدة على صعيد المسرح الجنوب أفريقي المعاصر. ومنذ توليها إدارة مركز باكستر للمسرح، عملت الفنانة مع فريقها على إحداث نقلة نوعية في برنامج التطوير المسرحي التابع للمركز، ممثلاً في مهرجان "زابالازا" المسرحي، حيث تمكّنت من تحويل هذه الفعالية إلى منصة ثقافية مرموقة تُعدّ الأكثر تأثيراً وأهميةً على مستوى الحراك الفني في جنوب أفريقيا. واستفادت فوت من مشاركتها السابقة في برنامج "رولكس" للمرشدين والمنتسبين لتنظيم لقاء ثقافي في مركز باكستر جمع بين أبرز المرشدين العالميين، من أمثال وولي سوينكا وويليام كنتريدج وبيتر سيلارز، إلى جانب سبعة منتسبين شبّان.
وعملت الفنانة في مسرح ذا ماركت تحت إشراف وتوجيه المسرحي البارز بارني سايمون. وتم تعيينها مخرجةً مقيمةً في عام 1996 قبل أن تشغل منصب المديرة الفنية المشاركة بين عامي 1998 و2000. كما شاركت في كتابة وإخراج فيلم قصير بعنوان "آند ذير إن ذا داست" بالتعاون مع غيرهارد ماركس. وقد حصد هذا العمل خمسة جوائز دولية، إلى جانب جائزتي جولدن هورن في جنوب أفريقيا. وتم اختياره أيضاً للمشاركة في برنامج كتّاب السيناريو التابع لمؤسسة "صن دانس" عام 2007؛ وبرنامج المخرجين السينمائيين الخاص بالمؤسسة نفسها في عام 2008. ونالت فوت جائزة الفنانة المتميزة ضمن فعاليات الدورة 43 من المهرجان الوطني للفنون في عام 2016، حيث أشرفت على البرنامج الرئيسي الذي تضمّن في 80% منه أعمالاً نسائية لعبت فيها المرأة دور البطولة، سواءً على صعيد الأداء أو التأليف أو الإخراج أو الإشراف الفني.
وتزخر المسيرة المسرحية للارا فوت بعدد كبير من الجوائز الجنوب أفريقية المرموقة، وقد تناولت في أعمالها قضايا اجتماعية حيوية بأسلوبٍ جريء أكسبها تقديراً كبيراً على المستويين المحلي والدولي. وتشمل أبرز مسرحياتها الحائزة على جوائز كلاً من "تشيبانغ" و"هير آند ناو" و"ريتش" و"كارو موس" و"سولومون آند ماريون" (صدرت جميعها عن دار أوبرون بوكس)، بالإضافة إلى مسرحيتي "فيشرز أوف هوب" و"ذا إنكونفينينس أوف وينغز". وتندرج هذه العناوين في إطار الأعمال الناجحة التي نالت جوائز بارزة وجابت مسارح العالم، لا سيما مسرحية "فيشرز أوف هوب" التي حصدت أربع جوائز ضمن جوائز ناليدي المسرحية في جوهانسبيرج، من بينها جائزة أفضل إنتاج مسرحي. وفي مطلع ذلك العام، وخلال حفل جوائز فلور دو كاب 2017، نالت مسرحيتها بعنوان "ذا إنكونفينينس أوف وينغز" جائزة أفضل إخراج؛ وجائزة أفضل ممثلة (حصلت عليها جينيفر ستين)؛ وجائزة أفضل ممثل (ذهبت إلى أندرو باكلاند). كما نالت ثلاث جوائز كبرى عن مسرحية "كارو موس" ضمن نسخة عام 2017 من مهرجان كلاين كارو الوطني للفنون، الفعالية الأكبر في جنوب أفريقيا للأعمال الناطقة بالأفريقانية، وتضمنت الجوائز فئات أفضل إخراج وأفضل إنتاج مسرحي وأفضل ممثلة (حصدتها المبدعة شوما سوبوتيلا).
وفي أغسطس 2017، تولّت الفنانة مسؤولية الإنتاج التنفيذي لمجموعة عروض مركز باكستر للمسرح ضمن مهرجان إدنبرة فرينج، وشملت القائمة ستة أعمال من بينها ثلاث مسرحيات من إنتاج وإخراج فوت نفسها. وأخرجت فوت أيضاً المواسم الناجحة لمؤلفات مارك لوترينغ، والتي شهدت بيع التذاكر بالكامل، وتضمّنت مسرحية "أنتي ميرل ذا ميوزيكال" والجزأين التاليين لها بعنوان "أنتي ميرل، إتس إيه جيرل"؛ و"أنتي ميرل، ثينغز جيت ريل". كما أبدعت الفنانة في إخراج مسرحية أساليب الموت "ويز أوف دايينغ" للكاتب زاكيس مدى في عام 2022. حصلت لارا فوت على شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف من جامعة ويتس في عام 1989 قبل أن تنال درجة الماجستير من جامعة كيب تاون في عام 2007. وشغلت منصب المخرجة المقيمة والمشرفة الدرامية في مركز باكستر للمسرح بين عامي 2005 و2007. كما سجّلت اسمها بصفتها أول امرأة تتولى مسؤولية الرئاسة التنفيذية والإدارة الفنية لمركز باكستر للمسرح في يناير 2010.